كلمة الوزير خلال الدورة التدريبية بعنوان “بِناء القُدرات في الجرد الوَطني وحصر التّراث الثقافي اللامادي”
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام.
تمثل اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم قناة الاتصال الطبيعية والوحيدة، مع المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم، التي تتمتع دولة ليبيا بعضوية بها، كمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم – إلكسو، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو. حيث يتم تفعيل وتنفيذ الأنشطة والبرامج التي تعتمدها هذه المنظمات، استجابة لاحتياجات الدول الأعضاء، عبر مؤسساتها الثقافية والأكاديمية والبحثية، وغيرها من مراكز وهيئات أخرى ذات الصلة.
أيها المستمعون الاكارم ……
وفي هذا الإطار، تقوم اللجنة الوطنية بتنفيذ ورش عمل ودورات تدريبية وندوات ومؤتمرات متخصصة في شتى المجالات والأنشطة، بدعم وشراكة مع احدى المنظمات سالفة الذكر من جهة، ومع المؤسسات الوطنية التربوية والأكاديمية والثقافية، من جهة أخرى. وما وجودنا اليوم هنا في جامعة غريان، في أحضان مدينتنا الابية الشامخة بشموخ هذا الجبل الأشم – مدينة غريان، مَوطن التراث والثقافة، والصناعات التقليدية التراثية، وغيرها من الشواهد التاريخية الهامة، على قدم هذا الشعب وتاريخه وحضارته. فإننا اليوم هنا لإطلاق احدى الفعاليات الوطنية المهمة، بالتعاون والشراكة مع منظمة الايسيسكو وجامعة غريان، تحت عنوان: بناء قدرات العاملين في الجرد الوطني وحصر التراث الثقافي اللامادي في ليبيا، والتي تستمر لثلاثة أيام، يؤطرها ثلة من الخبراء والمختصين من دولة ليبيا وخارجها، تماشيًا مع رؤيتنا الوطنية في ضرورة اتخاذ خطوات عملية لجرد الموروث الثقافي الليبي، وحصره وتسجيله في قوائم وطنية، تمهيدًا لتسجيله على لائحة التراث الثقافي اللامادي، لإضفاء الصبغة الدولية عليه، وتعريف بقية الشعوب والأمم حول هذا الموروث، والإشادة به في الأوساط المختصة. كما يأتي هذا العمل انسجامًا مع رؤية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو، واستراتيجيتها في بناء قدرات المتخصصين والمهتمين بالتراث الثقافي في بلدان العالم الإسلامي، باعتباره ركيزة من ركائز بناء السلام وتعزيزه، بين الشعوب والمجتمعات.
أيها الجمع الكريم …
لقد أكد الميثاق التأسيسي للمنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم، ومن بينها منظمة الايسيسكو، على الدور الهام والمحوري للثقافة والتراث الثقافي، في تدعيم وإرساء السلام في العالم أجمع، إضافة لخلق فرص اقتصادية واجتماعية للمجتمعات، تحقيقاً للعدالة وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص، وصولاً لتحقيق التنمية المستدامة في كافة الارجاء…
إن وجودنا اليوم في جامعة غريان، احدى الجامعات الوطنية الرائدة في برامج التعليم وخدمة المجتمع والبيئة، وبوجود كوكبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، نبني شراكة قوية وحقيقة …. ومستمرة بإذن الله ….. لتنفيذ الدورة التدريبية المنوه عنها أعلاه
أيتها الأخوات أيها الإخوة…
إن اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم….وباعتبارها حلقة الوصل بين الدولة الليبية ومؤسساتها المختلفة وبين المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في مجالات التربية والثقافة والعلوم، على استعداد تام لتنفيذ الأنشطة سواء التي تقترحها مؤسساتنا الوطنية، أو التي ترد إلينا من تلك المنظمات ضمن خططها وبرامجها المعتمدة…. ونعول على استجابة صداقة وحقيقية من تلك المؤسسات، لبناء تعاون وشراكات قوية وفاعلة، وتعزيزها على المديين المتوسط والطويل.
أيها السيدات والسادة الكرام….
لا يسعني في الختام إلا ان اتقدم بجزيل الشكر وعظيم الامتنان للعاملين بجامعة غريان، وعلى رأسهم د. محمد غومة – رئيس الجامعة، ولكل القائمين على المدينة، من قيادات اجتماعية ومسؤولين ومهتمين.
وكل السادة المشاركين والمؤطرين لما بذلوه من جهد في سبيل الوصول لنتائج الدورة وأهدافها المَرجوة.
وفق الله الجميع
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته