كَلمة وَزير التَّربية والتَّعليم فِي فعاليات الدورة غير العادية الثامنة لِلمؤتمر العام للمُنظمة العربية للتَّربية والثقافة والعلوم – الألكسو
كلمة رئِيس اللجنة الوطنية الليبية للتَّربية والثقافة والعلوم – وَزير التَّربية والتَّعليم
د.”موسى محمد المقريف”.
فِي فعاليات الدورة غير العادية الثامنة لِلمؤتمر العام للمُنظمة العربية للتَّربية والثقافة والعلوم – الألكسو
السبت، 18 فبراير 2021م، مدينة نواكشوط
الجمهورية الإسلامية الموريتانية
السيد المحترم رئيس المؤتمر العام لِمنظمة الألكسو، معالي الدّكتور إبراهيم نامس الجبوري، وزير التَّربية بالجمهورية العراقية.
السيد المحترم رئيس المجلس التَّنفيذي لِمنظمة الألكسو، معالي الدّكتور هاني بن مقبل المقبل، عُضو المجلس التَّنفيذي عن المملكة العربية السعودية.
السيد المحترم وزير الثقافة والرياضة والعلاقات مع البرلمان، ورئيس اللجنة الوطنية الموريتانية للتَّربية والعلوم والثقافة، معالي الأستاذ محمد إسلم اسويدات.
السيد المحترم سفير دولة ليبيا لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، الأستاذ موسى الطرابلسي
السيد المحترم/ د. محمد ولد اعمر، المدير العام لِمنظمة الألكسو.
السادة الأفاضل/ رؤساء اللجان الوطنية بالدول الأعضاء … أعضاء المؤتمر العام للألكسو، وممثليهم.
السادة الأفاضل/ رؤساء وممثلي المُنظمات الإقليمية والدولية العامِلة في ميادين التَّربية والثقافة والعلوم.
السادة الضيوف الكرام، كل بوصفه الجميل وصفته.
سيادتي سادتي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يَطيب لِي أن أحمل إليكم تحياتي بلادي … حكومة وشعباً. وإنه لمن دواعي سُروري والوفد المرافق في هذا اللقاء العربي الهام، في واحدة من أهم أجهزة العمل العربي المُشترك، منظمتنا العربية للتَّربية والثقافة والعلوم – “الألكسو”.
وبداية اِسمحوا لي أن نُؤكد تجديد اِلتزامنا ونهجنا في دعم كل أوصر العلاقات الطيبة وحُسن الجوار، ودعم كل المبادرات والفعاليات التي تُسهم في تقوية العلاقات، التي يجمعها التاريخ، والجغرافيا، والدين، والهوية، والمصير المشترك، فضلاً عن الهموم والأخطار والتَّحديات والتَّطلعات، التي لا مناص من تذليلها والعمل على تجاوزها، من خِلال الفعاليات والأنشطة والمبادرات، والحُضور والتمثيل الحقيقي للدول الأعضاء.
لقد آزرت ليبيا ولادة هذه المنظمة مُنذ نشأتها في أوائل السبعينيات من القرن المنصرم، وواكبت جميع الخطوات التأسيسية وكانت طرفاً فعالاً فيها، وقدَّمت كل أنوع الدَّعم، وأوجدت آليات فعالة مع إخوتنا في الدول العربية الشقيقة، لِتحقق رؤيتها ورسالتها في مجالات عَملها
نعتز جميعاً نحن الليبيون بعروبتنا وانتمائنا الوجداني. كنا ولا زلنا ندعم المنظمة دعماً مادياً مباشراً بإيفاء الاِلتزامات المقرَّرة علينا، وفنِّياً من خلال الحُضور والتَّفاعل الإيجابي لِخبرائنا ومختصينا وعُلمائنا في شتَّى مجالات العمل والريادة في المنظمة.
لقد ساندت ليبيا العمل العربي المُشترك، عَبر عديدٍ من الإسهامات غير المباشرة، متمثلة في اِستضافة الأنشطة والبرامج الإقليمية على أرضها، وإشراك خُبراء وطنيين في الإعداد لها وتسييرها، ودعم عديد من البرامج والإصدارات والوثائق والدِّراسات، التي تشغل المنطقة العربية، بالتنسيق والتعاون مع الألكسو.
السيادات الفضليات …. السادة الأفاضل
لقد لبَّينا دعوة حُضور فعاليات المؤتمر العام للألكسو في دورته غير العادية السابعة، الذي اِنعقد مُنذ حوالي أربع سنوات، في هذا البلد الطيب المُعطاء، بقياداته وأهله، هنا في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، وكانت ليبيا داعمة ومؤكدة على التوافق العربي حول اِختيار المُدير العام الجديد آنذاك.
مؤكِّدين على أهمِّية مهارات القيادة والخِبرة الرصينة، كمطلب هام ومحوري، يُؤهل المرشح لِقيادة هذه المنظمة العتيدة المُتخصصة، بدعم ومساندة الدول العربية الأعضاء، لِتحقيق رؤية ورسالة الألكسو، مُنطلقة من فضائِها العربي، نحو الفضاء الدولي، في شتَّى مجالات العمل التَّربوية والثقافية والعلمية.
ويُشرِّفني أنا وزملائي أعضاء وفد دولة ليبيا، أن نكون معكم وبينكم مُجددين التأكِيد على وقوفنا بجانب المبادرات والتوصيات التي تدعم وتُكرِّس العمل البنَّاء، في إطاره العربي والإسلامي، منطلقاً لِعمل منسق على المستوى الدولي، وللتأكيد على صدقية ونجاعة الاِختيار في الدورة الماضية، والحِرص عل تأكيد ودعم نفس المبادئ والمنهجية في دورتنا الحالية.
السيدات والسادة
اليوم ومرة أخرى تقع علينا مسؤولية اِختيار مديراً عاماً للألكسو، لِفترة أربع سنوات قادمة، نُؤكد على ضرورة اِختيار فريق المنظمة بحِرص وعِناية، لِلمُضي قُدُماً نحو تَحقِيق ما نصبوا إليه جميعاً، لِتحسين أنظمتنا التَّربوية والتَّعليمة، وحِماية وتعزيز إرثنا الثقافي المادي وغير المادي، ودعم سياسات الشراكات والتعاون على كافة الأصعدة والمستويات، الوطنية والإقليمية والدولية.
الحضور الكريم …..
بالرغم من عدم الاِستقرار السياسي والأمني في بلادي خِلال الفترة الماضية، إلا أن بلادي لم تغب عن الوجود الحقيقي والفاعل والإيجابي، في جل إطارات العمل العربي المُشترك، ولا زلنا نكافح ونشد الهمم لِلوصول ببلادنا إلى بَرِّ الأمان، من خِلال إقرار إجراءات دستورية وتشريعية تؤسس لِعملية سياسية فاعِلة وذات جدوى.
ولا نخفي عَليكم سراً بأن الليبيين يتطلعون لِدعم دولنا العربية، الذي غا أو نذُر خلال السنوات الماضية وبالأخص من أجهزة العمل العربي المشترك، كالألكسو، نحو الدفع بجهود الاِستقرار والاِزدهار، ويتطلعون لِمشاركتكم الفاعلة والإيجابية في الوصول لما يصبون إليه على كافة المستويات، في سبيل النهوض بالجوانب التَّربوية والثقافية والعلمية، والبحث العلمي والاتِّصالات والمعلومات.
السيدات والسادة ….. الحُضور الكرام
مُنذ اِستلامنا لِمهام رئاسة اللجنة الوطنية الليبية للتَّربية والثقافة والعلوم بصفتنا وزيرا للتَّربية والتَّعليم بحكومة الوحدة الوطنية في شهر مارس 2021، واكبنا المبادرات والفعاليات الرائدة لِمنظمة الألكسو، وشاركنا في جل أنشطتها وبرامجها، ذات الطابع التَّربوي والثقافي والعلمي، وأوفدنا عديد من المُتخصصين والخُبراء لِتمثيل بلادي، وأسهمنا مع أشقائنا في الدول العربية التطلعات والآمال ، كل ذلك كان له عظيم الأثر في تحقيق أهدافنا على المستوى الوطني، وبالأخص في ميدان التَّربية والتَّعليم، والثقافة والموروث الثقافي، والعلوم والبحث العلمي، والاتِّصالات والمعلومات.
وإذ نشكر ونثني ونُبارك للمنظمة دورها على ما تقوم به، فإننا نتطلع لِمزيد من التعاون والتآزر لِزيادة الإنخراط في أجهزة المنظمة المتخصصة، بما يتيح للخبراء والمتخصصين الليبيين فرص لِصقل خبراتهم ومهاراتهم.
إننا نُعوِّل على منظمتنا تحقيق هذه الخطوات من خِلال أجسامها التَّشريعية والتنفيذية …. المؤتمر العام والمجلس التنفيذي، والأمانة العامة، والذي بالتأكيد سيكون له مردوداً كبيراً وأثر فاعلاً في التَّحفيز لٍعودة بلادي أحد أكبر الدَّاعِمين للمنظمة لِمواصلة دعم العمل العربي واستكمال مسيرتنا في اِستيفاء الاِلتزامات المستحقة للمنظمة.
أخواتي …. إخوتي … الكرام
التَّعليم لا ينتظر … التَّعليم في ظل الأزمات والطوارئ … التَّحول الرَّقمي … التَّعليم الإلكتروني والتَّعلم عن بُعد … اِستراتيجيات التَّعلم النَّشط … الإدماج والشمول في التَّعليم… التَّعليم والسلام …. التدريب … المواطنة العالمية والوجدانية … نبذ العنف … تعزيز جُهود بناء السلام …. تحويل التَّعليم ….. الذكاء الاِصطناعي ….. الرِّيادة والابتكار …… العلم المفتوح ….. المصادر التَّعليمية المفتوحة ….. التَّعليم والتغير المناخي ….. تراثنا الثقافي المادي وغير المادي – الواقع والمأمول …. التعليم الاِستدراكي ….. والكثير الكثير من البرامج تحتاج إلى تفعيل في إطارنا العربي.
كما نتطلع من الالكسو، استخلاص العبر والممارسات الناجحة لتلك المبادرات، وادراجها في خططها الاستراتيجية المقبلة، لما حققته من نجاح في دول أخرى.
في الختام يسرني أن أتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية، قيادة وحكومة وشعباً،
وإلى المدير العام للمنظمة وفريقه، على حسن الضيافة وحفاوة الاستقبال،
بارك الله جهودكم جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الدكتور/ موسى محمد المقريف،
وزير التربية والتعليم
رئيس اللجنة الوطنية الليبية للتربية والثقافة والعلوم
صدر في نواكشوط … الجمهورية الإسلامية الموريتانية
السبت، الموافق 18 فبراير 2023م